شبكة قدس الإخبارية

إسرائيل تفاوض من فشلت في اغتيالهما: الحية وجبارين في القاهرة 

معرض صورتان (5)

متابعة قدس: مرة أخرى تجد "إسرائيل" نفسها مضطرة للتفاوض مع حركة حماس التي لطالما قال قادة الاحتلال إنها فقدت عناصر وعوامل قوتها، ومع الحركة التي يشدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الهدف النهائي من الحرب هو القضاء عليها. لكن ليس كل شيء ينتهي ويتلاشى بالقوة، خاصة عندما يدور الحديث عن تيارات وحركات خرجت كاستجابة تاريخية وموضوعية لقضايا شعبها. بعض المعلقين الإسرائيليين كتب ساخرًا "نتفاوض من الحركة التي يقول نتنياهو إنها قد اقتربت من نهايتها، ومع الأشخاص الذين قال عنهم إنهم يعرقلون الصفقة". 

في التاسع من سبتمبر 2025، نفذت إسرائيل هجومًا جويًا في حي لقطيفية شمالي الدوحة استهدف اجتماعًا لقيادة حماس. العملية، الأولى من نوعها على الأراضي القطرية، استشهد فيها ستة أشخاص من بينهم نجل خليل الحية، فيما نجت قيادة حماس المستهدفة وعلى وجه التحديد خليل الحية وزاهر جبارين. أحدثت العملية ارتدادات سياسية واسعة: فقد اعتبرتها قطر انتهاكًا خطيرًا لسيادتها، بينما رأت فيها الفصائل الفلسطينية محاولة إسرائيلية لخلط أوراق التفاوض عبر تصفية رموز مركزية في ملف الأسرى. لكن النتيجة جاءت عكسية؛ إذ عززت مكانة المستهدفَين ورفعت من رصيدهما السياسي، لتجد "إسرائيل" نفسها بعد أسابيع فقط مضطرة للتفاوض معهما كطرفين أساسيين.

خليل الحية: قائد حماس في غزة والمسؤول عن التفاوض

خليل الحية (مواليد غزة 1960) من القيادات المؤسسة في حماس، وأحد أبرز الوجوه السياسية التي جمعت بين العمل الفكري والتنظيمي. تولى مقعدًا في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 عن قائمة التغيير والإصلاح، وتعرض منزله للاستهداف أكثر من مرة، فيما استشهد عدد من أبنائه وأفراد أسرته خلال الحروب على غزة.

رغم هذه الخسائر، برز الحية كأحد أهم قيادات الحركة وظل ثابتًا في الدفاع عن خط المقاومة. وهو اليوم قائد حماس في قطاع غزة والمسؤول المباشر عن ملف التفاوض مع الاحتلال، ما يفسر استهدافه المتكرر، كان آخرها محاولة الاغتيال الفاشلة في الدوحة. هذا الدور يجعله من أكثر الشخصيات تأثيرًا على مسار المفاوضات التي تجري حاليًا، وهو ما يضع إسرائيل أمام معضلة التعامل مع شخصية أرادت تصفيتها ثم اضطرت للاعتراف بدورها التفاوضي.

زاهر جبارين: من تأسيس القسام إلى قيادة ملف الأسرى

زاهر جبارين (مواليد سلفيت 1968) من القيادات المؤسسة للجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية. عُرف بدوره المبكر في تشكيل خلايا القسام خلال الانتفاضة الأولى، ويُنسب إليه تجنيد يحيى عياش الذي أصبح لاحقًا أحد أبرز قادة المقاومة.

اعتقلته قوات الاحتلال في بداية التسعينيات، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد بتهم قيادة عمليات عسكرية. خلال سنوات اعتقاله تحول إلى رمز قيادي داخل السجون، قبل أن يُفرج عنه في صفقة شاليط عام 2011. بعد الإفراج، أوكلت إليه قيادة ملف الأسرى، إضافة إلى مسؤوليات أخرى تتعلق بالضفة الغربية. هذه المواقع جعلت منه هدفًا دائمًا للملاحقة الإسرائيلية، لكن محاولة اغتياله في الدوحة – مثل الحية – انتهت بالفشل، لتجد "إسرائيل" نفسها مضطرة للتفاوض مع الرجل الذي تعتبره مهندسًا لواحد من أعقد الملفات وأكثرها حساسية.